خلجات تأملية ( 2 )
ــ من الركائز الأساسية لبناء الأمم و تقدمها وقاعدة صلبة لإرساء العدل و المساواة بين أفراد المجتمع الحضاري و سنة كونية أوجدها الخالق عز وجل بالكون فالأجرام السماوية
وتعاقب الليل و النهار ودورة الحياة في الطبيعة كلها أمور توضح أهمية و مكانة النظام فبدونه يختلط الحابل بالنابل و يضرس الضعيف بأقدام الظلم و القهر و تنتشر الفوضى
ويفتقد الأمن ويستشري فيروس القتل في جسد الأمة , فليس هناك أحد فوق النظام في المجتمعات الحضارية بل الجميع متساوون في الحقوق و الواجبات أما في مجتمعاتنا العربية
فلا يطبق النظام إلا على الطبقة الكادحة و العاملة أما علية القوم و أصحاب السلطة فهم ملائكة منزهون عن الوقوع في الخطأ ووقوعهم فيه يتم تغطيته أو تفسيره
بإنه في صالح نهضة الأمة مما أدى إلى احتقان عامة الشعب وغليانهم ورغبتهم في تغيير هذا الواقع تحت مسمى مقدَّس اسمه ( الثورة ) .
ــ إقامة العدل و المساواة من صميم أهداف بناء الدولة في الدين الإسلامي فقد ساد المسلمون العالم و نشروا تعاليمه من خلال تمسكهم بمكارم الأخلاق ومنها تساوي الجميع تحت ميزان القضاء , فهذا الفاروق عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يستنجده مصريا تعرض للظلم من ابن والي مصر عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ فقد تسابق المصري مع ابن عمرو فسبقه فما كان من ابن عمرو إلا أن ضربه بالسوط قائلا له : أنا ابن الأكرمين , لم يتغاضَ عمر عن الحادثة ولم يقل هذا ابن أمير مصر و أنت قبطيا من عامة الشعب لم ينظر إليها بعنصرية و تفرقة بل نظر إليها بنظرة الحاكم العادل المقيم لشرع الله فجعل المصري يأخذ بحقه من ابن عمرو ويضربه بالسوط , والفاروق يقول له : اضرب ابن الأكرمين , وقال مخاطبا لواليه بعد أن اقتص للمصري : مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟ .
ـ في مجتمعاتنا العربية تحتاج إلى فيتامين ( و ) لكي تحصل على حقوقك سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة فهذا الفيتامين
يسهل دربك في الحصول على الوظيفة و العلاج في أرقى المستشفيات الحكومية و امتلاكك للمأوى دون عناء و مشقة .
ــ و نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك , أتقدم بأزهى و أرقى التبريكات لجميع محبي و أعضاء منتدى الميلانيستا متمنيا لهم ولجميع المسلمين صياما مقبولا و ذنبا مغفورا
وعتقا من النيران , و علينا ألّا ننسى إخواننا في سوريا الصمود و بورما و فلسطين من الدعاء عند الإفطار بأن ينصرهم الله نصرا عزيزا فللصائم عند فطره دعوة لا ترد كما أخبر بذلك الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم .
وقفة :
" إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة " .
شيخ الإسلام ابن تيمية